د.حسن عماد مكاوي

د.حسن عماد مكاوى يكتب… الألعاب الإلكترونية .. قضية وعي (٦-٦)

كلمة الإدمان تثير الذعر في أذهان كل من يسمعها، والإدمان لم يعد قاصرا علي المواد المخدرة التي يتعاطاها البعض للهروب من الواقع المعيش، وإنما امتدت هذه الكلمة لتشمل تطبيقات الإنترنت مثل المشاهدة الشرهة للمنصات الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية. في شهر يناير الماضي قامت منظمة الصحة العالمية بتصنيف الإفراط في ممارسة الألعاب الإلكترونية بأنه " اضطراب سلوك إدماني" كمرض منفصل، ووصفت الاستخدام المفرط للكمبيوتر والألعاب الإلكترونية كمرض للحد الذي يؤثر علي الحياة اليومية للفرد بأنه حالة من حالات الإدمان الذي يستوجب العلاج. كذلك تلقت لجنة الاتصال وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب العديد من طلبات الإحاطة بشأن الألعاب الإلكترونية التي تتسم بالعنف وتأثيرها الخطير علي الأطفال والمراهقين. لقد بات الإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية قضية وعي مجتمعي، ويمكن علاج هذه المشكلة عن طريق شغل أوقات فراغ الأطفال والشباب بأنشطة مفيدة مثل ممارسة الرياضة البدنية، والأنشطة الثقافية مثل تنمية القراءة والرحلات الترفيهية والسياحية والأثرية ، وتعزيز دور الأسرة في التواصل والحوار المستمر مع الأبناء، وتقسيم ساعات اليوم بين الدراسة وممارس أنشطة مفيدة لشغل أوقات الفراغ، والعمل علي الحد من شراهة استخدام الأبناء للألعاب الإلكترونية. كما يجب علي أجهزة الدولة إطلاق حملات توعيةلمواجهة مخاطر إدمان الألعاب الإلكترونية، وترشيد استخدامها، وعقد ندوات وورش عمل من خلال قصور الثقافة، ولجان المجلس الأعلى للثقافة، والمجلس القومي للمرأة، والطفولة والأمومة، ومنظمات المجتمع المدني، وسائر وسائل الإعلام التقليدية والرقمية. إنها قضية وعي مجتمعي لحماية الأجيال الصاعدة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *