إبراهيم الصياد يكتب… “أفيقوا ياعرب أمنكم في خطر..!!”

لاشك إن الضربات الناجحة التي وجهتها القوات الجوية المصرية ضد ارهابي داعش في مدينة درنة الليبية قد احدثت ردود فعل ايجابية على المستوى الداخلي والخارجي أهمها أن الشعب المصري إلتف على قلب رجل واحد حول الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أثبت أنه قادر على أن يفعل وقد فعلها ومن خلال استقراء رد فعل الشارع المصري نجد أن المصريين فرحوا بعد غياب الفرح والبسمة منذ قيام ثورة ال30 من يونية وسقوط حكم الظلاميين فقد استطاع الرجل ان يشفي غليل المصريين ويتأر لهم بعد ساعات قليلة من جريمة الدواعش الارهابيين بذبح 21 مصريا بدم بارد ما يؤكد أننا امام خطر داهم من الضروري أن نعد سيناريوهات مواجهتة واختيار الوقت المناسب لتنفيذ السيناريو القادم لتصفية وتدمير معاقل الإرهاب الداعشي .
واعتقد ان هذا الخطر لا يطول مصر وحدها بل موجه الى كل الدول العربية التي يجب أن تعلن تضامنها الى جانب مصر التي تقف حجر عثرة في وجه مخطط التجزأة والتفتيت وما داعش سوى آداة لتنفيذ المرحلة الاولى من هذا المخطط الذي يأتي في إطار ما يعرف بحروب الجيل الرابع من هنا لايمكن اعتبار ان داعش هي التي تقود الارهاب وحدها فالاخطر من وراء داعش من دول واجهزة استخبارات تخطط وداعش تنفذ وتثبت الدلائل أن تركيا وقطر على الأقل وراء كل مايحدث وهذا الأقل هو الأخطر وليس صعبا تخمين من هو ؟! إنه صاحب المصلحة في تفتيت العالم العربي الى دويلات هامشية إنه صاحب نظرية الفوضى
الخلاقة إنه الذي سأم من إرسال قواته بشكل مباشر الى مناطق التوتر والنزاعات إن هذا الطرف الذي يبدى عكس ما يبطن هو الولايات المتحدة الامريكية وبالطبع لا يمكن ان نغفل ان اسرائيل صاحبة مصلحة في هدم الكيان العربي وقبله هدم مصر السيسي التي حطمت أطماعا وبددت أحلاما أتى بها حكم الظلاميين لكل من ظن أن لعبة الثورة قد أتت ثمارها وعندما تحققت الثورة بحق قالوا عنها إنقلابا .
من هنا نحن لا نتحدث عن أمن مصر وحدها بل دعونا نقول إن التهديد قد طال الأمن القومي العربي وتكفي نظرة شاملة فاحصة للمشهد العربي لنقدم الدليل على ما نقوله ففي الشرق العربي هناك عدم استقرار بل حروب أهلية وتنظيمات إرهابية وفتن بين أهل السنة والشيعة في العراق وسوريا ولبنان وفي الجنوب يظل النموذج اليمني شاهدا على صحة مانقول اما في منطقة الخليج تتحول قطر لآداة في أيدي صناع الإرهاب وتبقى اسرائيل اداة اخرى تسعى الى هدم الاصطفاف العربي والأغرب أن فصيلا من اصحاب القضية الفلسطينية اخذ يغرد خارج السرب ويرد الجميل لمصر ارهابا وحقدا وهو فصيل حماس الذي اصبح واسرائيل في سلة واحدة .
وفي المغرب العربي نجد ليبيا بعد سقوط الدولة تتحول الى بؤرة ارهاب على حدود مصر الغربية اما بقية دول المغرب وشمال افريقيا كل يغني على ليلاه بعبارة اخرى جزر منعزلة لارابط بينها سوى انها تتحدث العربية مخلوطة بالفرنسية وتكتمل صورة المشهد العربي المؤسف بالسودان الذي كان أسرع الدول العربية
استجابة للتفتيت والتجزأة ليصبح سودانيين وينتمي جنوبه لاصوله الافريقية اكثر من اصوله العربية وتجد فيه اسرائيل ارضا خصبة للتسلل ومدخلا الى العمق الافريقي بعد تراجع الدور المصري الافريقي في عهد نظام مبارك الامر الذي ادى الى تهديد حصة مصر من مياه النيل من قبل اثيوبيا التي ضربت عرض الحائط بكل الاتفاقيات والمواثيق ومضت تبني سدها الذي يتحكم في مجرى النيل المتجه نحو الشمال اما السودان الشمالي يتأرجح بين هذا وذاك فهو اقرب ما يكون لتنظيم الاخوان الدولي ولا يعرف من عروبته غير الشعارات الجوفاء ويبقى في النهاية الحديث عن جامعة الدول العربية التي ظلت على حالها منذ انشائها عام 1945 ولم يعد لها اي تأثير ولا تقدر على الفعل وسط هذا المشهد الذي أشرنا اليه ويظل دورها مجرد رد فعل لا يتعدى بيانات الشجب والادانة .
إن مصر لن تحارب الإرهاب وحدها ويجب أن يفيق العرب من ثباتهم فالخطر محدق بهم بداعش او بغيرها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *