أخبار عاجلة

ايمان نعمه تكتب… عون الرئيس المحارب !

ربما تكون ظاهرة الرئيس المحارب أو السيد كما يصفه اليوم اللبنانيون هي الظاهرة الأكثر إثارة للفضول لمن يراقب تطور الأحداث الأخيرة وما سميّ بتوقيف رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري في السعودية وما تبعه من تطورات استنفر خلالها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إلى حد التصعيد وعلى أعلى مستويات دولية . تحول الرئيس ” السيد ” إلى محارب أشبه ما يكون بالقائد العسكري ، هذا المنصب الذي شغله عون في التاسعة والأربعين عاماً من عمره . ظهرت لنا شخصية الجنرال المحارب القائد العسكري الذي يستنفر حين تحسسه للخطر ، أصر المحارب السيد على استعادة رئيس حكومته سعد الحريري كما يصر الجنرال على استعادة جندي من جنوده في المعركة ، فإن كان أسيراً أطلقوا سراحه وإن كان مصاباً سأحمله على أكتافي وأعالج جرحه وإن كان منسحباً من المعركة مستقيلاً فهو مطلوب للإبداء بإفادته أمام المحكمة العسكرية ، ولكني لن أستمر في المسير من دونه . وبالفعل كان له ما أراد وهو الآن في انتظار وصول الحريري إلى لبنان ليفهم منه تفاصيل قضيته التي شغلت الرأي العالمي ثم يقرر بعدها كيف سيتابع إدارة المعركة . 
لا نستطيع كمراقبين إلا أن نبدي اعجابنا بهذه الشخصية السيادية التي أظهرتها لنا الأحداث الأخيرة وكانت حسب تقديري هي الأبرز منها . هل سيتمكن الرئيس المحارب ” السيد ” من الدفاع عن وطنه لبنان في معركته القادمة والذي طالما دافع عن سيادته واستقلاله وتحمل من أجل هذا سنوات النفي الطويلة في فرنسا عاد منها بملابسه المدنية لكنه ظل مرتدياً زيه العسكري في داخله . مما لا شك به أنه قد يواجه معركة حاسمة ومصيرية فكما يبدو أن هناك محاولة أو خطة خارجية تهدف إلى تغيير المحاور السياسية في لبنان وهذا الأمر كي يتم يتطلب تغيير أدوار رئيسية وتغيير من يلعب هذه الأدوار وهذا لن يحدث من دون نزاعات وخلافات ستؤدي إلى اضطراب في الداخل اللبناني وما يتبعه من اضطرابات أمنية واقتصادية قد تصل إلى حد الخطر وهذا ما دعا الرئيس عون إلى التصعيد والتوجه الدولي . 
السؤال الذي يطرح نفسه الآن ومن باب الفضول أيضاً : لماذا لم يتوقف التوجه الدولي عند فرنسا مع أن فرنسا سارعت بدورها إلى التدخل المباشر في السعودية واستطاعت نقل الرئيس المستقيل الحريري إلى فرنسا تحضيراً لعودته إلى لبنان كما تم التصريح به ؟ لماذا امتد هذا التوجه والتصعيد ليصل إلى روسيا ليستمع كل العالم إلى تصريحات رئيس خارجية لبنان جبران باسيل تنطلق من موسكو وتنادي بسيادة وحقوق لبنان من داخل البيت الروسي . هذا السؤال قد تجيب عنه أمريكا وما سيخرج عن رئيسها ترامب من مفاجآت اعتاد العالم على توقعها . لكن ما يدعو للتفكير وعلى مستوى السياسة العالمية المرحلية هو وجود ثلاثة محاور هامة يتزعمها ثلاثة رؤساء ، ترامب الأمريكي ، ماكرون الفرنسي وبوتين الروسي فهل هناك علاقة ما قد تجمع هؤلاء الثلاثة رؤساء مع بعضهم البعض ؟ . قد يبدو هذا التفكير أمراً مبالغاً به لكني أستذكر ما قالته وزيرة الاتحاد الأوروبي مؤخراً في واشنطن ” دعوني أبث بعض الحكمة الأوروبية في عالم يبدو أنه جن تماماً ، الأمر خطير ” . ظاهرة جنون العالم التي حذرت منها ” موجيريني ” تظهر في المسارات والمفاجآت الغير متوقعة التي نسميها عادة بالتطورات والتي قد تصب جميعها في نفس المسار الخطير أيضاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *