أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… إشكالية نقابة «الإعلاميين»

أثمن خطوة إيجابية قامت بها اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين، بفتح باب العضوية لمن تنطبق عليهم الشروط تمهيداً لانعقاد أول جمعية عمومية للنقابة التى طال انتظارها لضبط الأداء الإعلامى سواء كان عمومياً أو خاصاً، وتابعت حالة التفاعل المتنامى، من قبل كل من يعمل فى مهنة الإعلام خاصة ما يتعلق بإزالة اللغط الذى حدث بشأن عضوية الإعلاميين المحالين للتقاعد.
غير أنى اكتشفت صدفة إشكالية حقيقية تواجه النقابة وهى عدم تأصيل المصطلحات الإعلامية فى الإطار المرجعى للعاملين فى مجال الإعلام السمعى والبصرى تحديداً، وكلنا يعلم أن النقابة معنية بالشخص الذى يمارس أو مارس المهنة ونوضح ذلك أن مسمى نقابة الأطباء مثلاً لا يعنى نقابة الطب، ونقابة المحامين لا يعنى نقابة المحاماة، ونقابة الصحفيين لا يعنى نقابة الصحافة، ونقابة الإعلاميين لا يعنى نقابة الإعلام، بالتالى كيف لم يلحظ أعضاء اللجنة التأسيسية، أن شعار النقابة باللغة الإنجليزية Media Syndicate وهى ترجمة لا تعنى نقابة الإعلاميين!
إن كلمة «ميديا» تعنى المؤسسة الإعلامية، وليست الشخص القائم بالرسالة الإعلامية والواقع هذا يقود إلى خطأ صادم آخر حيث لا يوجد أصلاً معنى متفق عليه باللغة الإنجليزية لكلمة «إعلامى» الشخص وليس الصفة، بل هو اختراع محلى للتفرقة بين من يعمل فى الصحافة الورقية ومن يعمل فى الإذاعة والتليفزيون، وأن جميع من يعمل فى وسائل الإعلام بالخارج حتى فى كثير من الدول العربية يسمى «صحفياً»، وتختلف فقط الوسيلة أو الوسيط الإعلامى، ونقول هذا صحفى فى جريدة وذاك صحفى فى التليفزيون بعبارة أخرى المسمى الوظيفى واحد، بينما تختلف طبيعة الوسيط الإعلامى أو الـMedia!
إذن يصبح من الضرورى، تغيير مسمى نقابة الإعلاميين ولن يتحقق ذلك إلا إذا اتفقنا على تعريف مصطلح إعلامى الشخص وليس الصفة.
وقد تعامل الكثير مع هذا المصطلح على اعتبار أنها صفة لعمل يتصل بالإعلام بما فيها الصحافة المكتوبة التى تستأثر فى مصر بكلمة صحفى، رغم أنه يشمل جميع من يعمل فى المهن الإعلامية.
وفى الوقت نفسه كلمة إعلامى تنسحب أيضاً على الصحفى، وعليه يجب تغيير مسمى نقابة الإعلاميين إلى مسمى آخر، محدد ويتفق ونص القانون وبالتالى من الأفضل أن تسمى نقابة الصحفيين الإذاعيين والتليفزيونيين أو، أو Broadcast Media Journalists Syndicate ويمكن فى المستقبل تكوين اتحاد نقابات المهن الإعلامية ويضم نقابتى الصحفيين والإذاعيين والتليفزيونيين على غرار اتحاد نقابات المهن الفنية، وفى النهاية أظن أن الموضوع يحتاج إلى فتح حوار متخصص بين الإعلاميين والأكاديميين بشأنه قبل إعلان المرحلة القادمة من حياة النقابة الوليدة حتى لا يتم الطعن فيها أمام القضاء، وهذا ليس فى صالح استقرار الساحة الإعلامية، وعموماً هذا رأيى وهو صواب من وجهة نظرى لكنه قد يحتمل الخطأ!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *