أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… الصراع فى سوريا.. مَن ضد مَن ؟! (2)

لا خلاف على أن أطرافاً إقليمية، مثل إيران وتركيا وإسرائيل تسعى لتثبيت مصالحها فى الأراضى السورية من خلال ادعاءات أيديولوجية أو تصفية منازعات عرقية أو تكريس الأطماع التوسعية، ونوضح ذلك فى أن لإيران امتدادات شيعية بين قطاعات من السوريين، تساعد على تبرير تدخلها فى الشأن السورى ويلعب حزب الله اللبنانى دوراً مهماً فى حماية نفوذ ومصالح طهران بالمنطقة وهو أمر يلقى رفضاً ومعارضة عربية دائمة، الأمر الذى يصعد من حجم الصراع العربى الإيرانى، وفى الوقت نفسه ترى تركيا أن المد الكردى فى الحدود الشمالية لسوريا يشكل خطراً على أمنها القومى ومصالحها السياسية، مع الوضع فى الاعتبار أن تركيا عضو فى حلف شمال الأطلسى وتفتح أراضيها للقوة الأطلسية لضرب سوريا وهو ما حدث فى الأيام القليلة الماضية.
وتشترك قطر مع تركيا فى هذه النقطة، حيث فتحت أراضيها من خلال قاعدة «العيديد» فى انطلاق الطائرات الغربية لضرب الأراضى السورية، كما لا يمكن إهمال الدور الإسرائيلى الذى لعب دوراً فى تأجيج الصراع الدولى فى سوريا، حيث تقف إسرائيل فى موقف المراقب لضمان خمول الجبهة الشمالية المتاخمة لها المتمثلة فى سوريا ولبنان حتى يمكنها أن تستفرد بمواجهة الفلسطينيين بعد أن ضربت بعرض الحائط أى اتفاقات سلام مع السلطة الفلسطينية!!
ودعونا نتفق أن تدخل روسيا فى سوريا، حتى ولو كان تحت شعارات إنسانية أو من أجل مكافحة الإرهاب، خلق أجواء من الحرب الباردة مع الغرب وتحديدا الولايات المتحدة، التى اعتبرت هذا التدخل مساساً بمصالحها فى الشرق الأوسط، وشكلت واشنطن تحالفاً مع بريطانيا وفرنسا لمنع تنامى الوجود الروسى هناك، لدرجة تصور بعض المحللين أن سوريا ستكون مسرحاً لحرب عالمية ثالثة وإن كنت أستبعد هذا التصور، لأن هناك تنسيقاً دائماً بين موسكو وواشنطون يستهدف تجنب أى مواجهات عسكرية بين الجانبين، ولهذا تم تأخير الضربة الأخيرة حتى يمكن إخلاء القوات الروسية المتواجدة على الأراضى السورية من المناطق المستهدف قصفها، واستندت الدول الغربية فى تبرير ضرب سوريا إلى قول مفترض أن النظام السورى يمتلك أسلحة كيماوية على غرار امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وثبت كذب هذا الادعاء بعد ضياع العراق!
ويبدو أن الأزمة السورية ترجع إلى عام 2009 عندما طلبت تركيا وقطر من الرئيس بشار الأسد عبور أنابيب الغاز القادمة إلى تركيا من قطر عبر الأراضى السورية، وحينها رفض الأسد ولكنه وافق على استغلال أراضى بلاده التى يقال إنها تقع على آبار من الغاز الطبيعى الذى اكتشف فى شرق البحر المتوسط نقول وافق الأسد على مشروع أنابيب مماثل يعبر أراضى بلاده قادماً من إيران الأمر الذى فجر الصراع فى المنطقة على النحو الذى تم فى السنوات السبع الماضية، حيث لم تكن داعش وجيش النصرة وغيرها مجرد صدفة، فهى أدوات أوجدت لتحقيق أهداف تنتهى بالهيمنة وتوسيع مناطق النفوذ فى المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *