الانتحار القومى

من الذل والضعف بل من الانتحار القومي، أن نسكن أو نساعد علي بقائنا إلي الأبد في الحالة نعير بها صباح مساء. وسمعت تعبيرات جارحة من ممثلي المؤسسات الدولية في زياراتهم لمصر، حيث قالوا متي كنتم في مصر مستقلين ومتقدمين سياسياً واجتماعيا واقتصاديا حتي تبلغوا هذا كله الآن! وأظن أني لم أكن لأختص وحدي بسماع هذا التعبير من كل الذين لهم مصلحة أن نظل هكذا.
إن رقي الأمة، وحريتها السياسية والاجتماعية واستقلالها الاقتصادي، حق لها بالفطرة، لا ينبغي لها أن تتسامح فيه أو أن تئن في العمل للحصول عليه، بل ليس من حق أي حاكم أو حكومة التنازل عنه لغيرها! لا بكله ولا بجزئه، لأن الحرية والاستقلال علي كل المستويات لا يقبلان القسمة ولا يقبلان التنازل أبداً. فكل تنازل من الأمة لأحد عن بعض أو كل حق لنا في وطننا وأمورنا الداخلية، باطل بطلاناً أصلياً لا تلحقه الصحة بأي حال من الأحوال. فلا جرم مع هذا المبدأ المسلم به عند كل علماء السياسة والاجتماع والاقتصاد، إن قلت إنه يجب علي الأمة أن تواجه كل قواها بغير استثناء إلي الحصول علي وجودها بين دول العالم بصفتها أمة، أي الحصول علي الاستقلال الذاتي في كل شيء بمعناه الحقيقي، وإن من المستحيل علي مصر أن تشعر بوجودها بعد ثورة عظيمة أن تتساهل في حقوقها أو تبرد غبرتها عليه. .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *