أخبار عاجلة

منظمة الصحة العالمية: العنف ضد المرأة يمثل مشكلة وبائية

ذكرت إذاعة الأمم المتحدة أن  العنف الجسدي أو الجنسي يعتبر مشكلة صحة عامة تؤثر على أكثر من ثلث النساء على مستوى العالم، وفقا لتقرير جديد مشترك أعدته عدة جهات. التفاصيل في التقرير التالي:

التقديرات العالمية والإقليمية للعنف ضد المرأة: مدى انتشار والآثار الصحية لعنف الشريك الحميم والعنف الجنسي من غير شريك”، هذا هو عنوان التقرير الذي صدر في جنيف، ويعتبر أول دراسة منهجية للبيانات العالمية عن انتشار العنف ضد المرأة، سواء من قبل شريكها في الحياة، أو من غيره.

الدكتورة فلافيا بوستريو المدير العام المساعد لصحة الأسرة والمرأة والطفل بمنظمة الصحة العالمية، قالت في المؤتمر الصحفي الذي شهد إطلاق التقرير:

“واحدة من كل ثلاث نساء في العالم تتعرض للعنف الجسدي أو الجنسي في نقطة معينة من حياتها. وهذا العنف يلحقه بها شريكها، أو صديقها أو شخص تعرفه المرأة وتعيش جزءا من حياتها معه. تلك الإحصاءات صادمة بالنسبة لي. وأدرك أن الكثيرين سينظرون إليها بنفس الطريقة، وسيشعرون بالإحباط لأن العالم لا يبذل المزيد في هذا المجال”.

وأعربت الدكتورة بوستريو عن صدمتها أيضا لأن التقرير كشف أنه ليست هناك سن معينة تكون المرأة عندها في مأمن من العنف.

“ترون من التقرير أن نساء صغيرات جدا، فيما بين الخمسة عشرة، والتاسعة عشرة عاما، ونساء مسنات يتجاوز عمرهن الخامسة والستين يتعرضن للعنف بنفس الدرجة، ربما بدرجة أقل من الانتشار، ولكنهن لسن بمأمن، إنها ظاهرة منتشرة. ومن الواضح لها أيضا أن هذه الظاهرة توجد في جميع أنحاء العالم، وجميع المناطق، وبين مختلف مستويات الدخول في مختلف الدول”.

وأعربت مسئولة منظمة الصحة العالمية عن اعتقاد المنظمة بأن هذه الظاهرة تمثل مشكلة صحة عامة عالمية، ذات أبعاد وبائية.

أما عن المقترحات لمواجهة هذه المشكلة، قالت الدكتور بوستريو إن هناك الكثير الذي يمكن القيام به لمنع العنف ضد النساء، وناشدت الصحفيين بصفة خاصة أن ينشروا المعلومات عن مدى انتشار المشكلة، الأمر الذي اعتبرته هاما للحيلولة دون الظاهرة، التي يعتبر الحديث بشأنها من المحرمات في العديد من المجتمعات. ثم أضافت:

“نعتقد أيضا أنه يمكن القيام بالكثير من قبل النظام الصحي، وقد ناشدت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية الدكتور مارغريت تشان وزراء الصحة في العالم أن يقوم النظام الصحي في الدول المختلفة بما هو أكثر للاستجابة للعنف ضد النساء. ففي غالب الأحيان، يكون العاملون الصحيون أول نقاط الاتصال بالنسبة للمرأة التي تتعرض للعنف”.

ويضع التقرير إرشادات للعاملين الصحيين وصناع القرار حول نوع الرعاية التي تحتاج لها النساء اللاتي يتعرضن للعنف.

وأوضحت الدكتورة بوستريو أيضا أنه يمكن القيام بالكثير فيما يتعلق بالسياسات والقوانين ودور النظام القضائي، مضيفة أنه ما لم يتم الاقرار بوجود الظاهرة والعقاب عن ارتكابها، فلن يشهد العالم التغيير المطلوب للقضاء عليها.

أما الدكتورة كلاوديا غارسيا مورينو، وهي واحدة من معدي التقرير، فقد أشارت إلى أحد أشكال العنف ضد المرأة التي تطرق إليها التقرير:

“لقد بحثنا أيضا في إحصاءات القتل في مختلف أنحاء العالم، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحليل هذه المعلومات بهذه الطريقة، وما أظهرته هذه البيانات هو أن من بين كل النساء اللاتي قتلن، فإن ثمانية وثلاثين في المائة قتلن على يد الزوج أو صديق مقرب”.

يشار إلى أن التقرير قد تم إعداده من قبل كل من منظمة الصحة العالمية، بالاشتراك مع كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، ومجلس جنوب أفريقيا للأبحاث الطبية.

وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية جديدة تهدف إلى مساعدة الدول على تحسين قدرة القطاع الصحي على التصدي للعنف ضد المرأة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *