ميدان ” رمسيس ” تحت قبضة ” البلطجية ” .. غياب تام لشرطة المرافق .. والاشغالات تسابق السيارات

الباعة الجائلين افترشوا الأرصفة ومواقف الميكروباص اغلقت الشوارع

مواطنون: تحول لسوق عشوائي كبير لا تقوي عليه حملات البلدية!

تحول ميدان رمسيس إلي فوضي وإشغالات وارتباك وحوادث ومشاجرات يومية وتسول بجميع أنواعه في غياب تام لشرطة المرافق والاشغالات‏،‏ وأصبح من الصعب دخول الميدان أو الشوارع المحيطة به أو دخول المحلات أو العيادات أو المنازل دون معاناة‏.‏

ففي بداية كل صباح، تدب المشاجرات بين سائقي الميكروباص علي أسبقية التحميل وبلطجية الكارتة الذين يفرضون الإتاوات علي السائقين وتتواجد مختلف أنواع الأسلحة البيضاء والنارية ويكون المواطن هو الضحية في النهاية.

وبمجرد دخول الميدان تجد الباعة قد افترشوا الأرصفة حول مسجد الفتح الذي يعاني هو الآخر‏..‏ ولم يكتفوا بالضجيج الذي ينتج عن استمرار حركة البيع والشراء ليلا ونهارا بل وضعوا السماعات في كل مكان كنوع من الدعاية لبضائعهم وإعلان أسعارهم الخيالية بتسجيل أصواتهم‏..‏ ولا مانع من ترديد ما يقوله المسجل لجذب أكبر عدد من الآذان الصاغية لكل هذه الأصوات‏،‏ وعلي الجانبين تجد مواقف الميكروباصات التي تقف وسط الميدان لتحميل الركاب لمدينة نصر وعباس العقاد والحسين والدراسة ولا عزاء للسيولة المرورية وحركة المواطنين الذين يتواجدون في أكثر ميادين مصر ازدحاما‏.‏

 

فى البداية يقول محمد عبدالسلام – موظف – : إن أول ما يلفت النظر في الميدان هو عدم وجود مكان لعبور المشاة بعد كسر وسرقة كل ابوابة الحديدية علي الرغم من قربة لقسم شرطة الازبكية ومحطة سكك حديد مصر مما يعرض المارة للحوادث‏، حيث تزدحم به السيارات بجميع أنواعها دون رابط ولا ضابط ولا رقابة مرورية وأصبح من الصعب السير دون تعثر أو مضايقة من السائقين أو الباعة الجائلين والمتسولين وماسحي الأحذية‏.‏

ويضيف أسامة فهمي الشرقاوي – موظف- : أن الاشغالات بالميدان موجودة بجميع انواعها ما بين بائع فاكهة أو حلويات أو ملابس أو بائعى احذية أو متسول حتي إن السيارات تقف في الميدان بطريقة عشوائية في غياب تام للأجهزة المعنية،‏ وأكد أن ميدان رمسيس يعتبر منفذا ومفترق طرق لعدد كبير من أحياء القاهرة والشريان الحيوى لها ويمر فيه يوميا أكثر من مليونى مواطن بخلاف الميكروباصات والسيارات الأجرة والملاكي وأصبح سوقا كبيرا للباعة الجائلين‏، مشيرا إلي أنه أحدث أزمة مرورية كبري وشوه ما تبقى من الوجة الجميل للقاهرة.‏

ويتساءل المهندس جاب الله أمان، عضو مجلس نقابة المهندسين: إلي متي سيظل هذا الميدان الحيوي في قبضة الباعة الجائلين دون تدخل من المسئولين؟ فالمفروض أن يكون هناك تواجدا أمنيا كثيفا من قوات الامن ولكن الواقع يصرخ متألما فقد أصبح الميدان سوق كبير للباعة الجائلين مضيفا أنه يجد صعوبة كبيرة للدخول أو الخروج من نقابة المهندسين لوجود الزحام الشديد والعشوائية‏، بالإضافة إلي المشاجرات والتحرشات التى تحدث كل يوم من قبل الشباب والباعة الجائلين في ظل غياب تام.‏

ويناشد ابراهيم خليفة – تاجر-  المسئولين بضرورة نقل هؤلاء الباعة عن هذا الميدان الحيوي الذي يعتبر أحد اهم شريان شوارع القاهرة بعد أن احتل الباعة الجائلون الشوارع والميادين وساحات الحدائق ومسجد الفتح بل لم يكفيها ذلك فاستولوا أيضا على الاسفلت والحوارى المرورية التى تسير عليها السيارات وأصبحت عبئا كبيرا علي كاهل المواطنين،‏ خاصة أن هناك مشاحنات ومشاجرات تحدث يوميا بين الباعة انفسهم علي الأماكن وكذلك مشاجرات بين الباعة والمواطنين وأصحاب السيارات والضحية المواطن‏.‏

ويقول أحد البائعين ليس لدينا اختيار آخر أو بديل،‏ فلا أحد يريد الجلوس في الشارع ليبيع السلع التي نبيعها‏، لكن انسداد أبواب الرزق في وجوهنا دفعنا إلي ذلك‏،‏ ولا نملك خيارات أخري‏ وما نتحصل عليه بعد كل ذلك لا يسد حاجاتنا الأساسية إلا بصعوبة شديدة‏.‏

أما محمد حسين ـ صاحب محل عبايات ـ فقال: أنه قام بالاستغناء عن ثلاثة عمال من أصل 4 بعد أن تفاقمت الخسائر، مشيرا إلي أن الضرائب في زيادة مستمرة رغم حالة الركود التي تشهدها الأسواق حيث زادت هذا العام 3 آلاف جنيه عن العام الماضي.

ويضيف: أن ركود السوق يرجع الي وجود باعة المفروشات أمام المحلات حيث زادت أعدادهم بشكل كبير بعد الثورة، خاصة أنهم يبيعون نفس بضاعة المحلات ولكن بأثمان أقل نظرا لعدم التزامهم بدفع ضرائب وتأمينات وتراخيص عمال، وهو ما يجذب الزبائن للشراء منهم، وبالتالي يحققون نسب أرباح برغم وضعهم غير القانوني، مطالبا شرطة المرافق بالوجود المستمر واتخاذ إجراءات حازمة وفورية ضدهم لما يلحقونه من ضرر بأصحاب المحال بالمنطقة.

وتقول مرفت حمزة – طالبة – أثناء سيري بميدان رمسيس متجهة إلي موقف سيارات الحى العاشر، اشعر بالخوف والقلق من كثرة الازدحام المحيط بالميدان، حيث صار بؤرة اجرامية خطيرة ، كما اصطفت السيارات وسط الميدان ولا أحد يستطيع الدخول أو الخروج إلا بصعوبة بالغة ناهيك عن المشاجرات والالفاظ النابية التي تخدش الحياء من قبل الباعة الجائلين‏، بالإضافة إلي سيطرة سائقى الميكروباص علي حرمة الطريق في غياب تام لشرطة المرافق ومسئولي الاشغالات بالقاهرة‏.‏

وقال سائق رفض ذكر اسمة: لا يسلم سائقو الميكروباص بدورهم من قبضة “بلطجية المواقف” الذين يقاسمونهم الرزق، ويلزمونهم بتسديد ما يسمى بالكارتة، برعاية أمناء الشرطة الذين يحصلون على رشاوى من البلطجية، فى مشهد يحكمه الفساد، على حد شهادة عدد كبير من السائقين.

حيث يستخدم البلطجى لجمع الإتاوة، عددا من الأتباع الأشداء الذين ينفذون تعليماته بحذافيرها، فإن رفض سائق السداد، يكون مصيره الضرب المبرح، وقد يتطور الأمر إلى تهشيم سيارته بالشوم أو حرقها حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه شق عصا الطاعة وخدش هيبة الكبير.

ويؤكد سائق آخر، ويعمل على خط “القاهرة ـ الإسكندرية”: أن البلطجية فى ميدان رمسيس يفرضون كارتة تتراوح ما بين 80 إلى 160 جنيها، حسب علاقاتهم بالسائق، مشيرا إلى أن السائق القديم لا يسدد مثل ما يسدد السائق حديث العهد بالموقف، موضحا أن البلطجية يقتطعون من السائق الجديد نحو 150 جنيها بحد أدنى، فيما يحصل هو 375 أجرة من 15 راكبا، وباقتطاع ثمن الغاز والزيت والصيانة، الذى يكلف نحو 100 جنيه، يكون السائق قد عمل مجانا، ويصبح البلطجى هو المستفيد الوحيد، ويتساءل: أين رجال الشرطة من هذا الظلم الذى يتعرض له السائق؟ حيث ان هذا الوضع يضطرنى للعودة من القاهرة إلى الإسكندرية وبالعكس مرتين يوميا، حتى أستطيع سداد أقساط السيارة، وهكذا أستهلك صحتى وسيارتى ولا يستفيد إلا البلطجى.

ويقول محمد خاطر سائق خط “رمسيس – الترعة”: إن القوة والنفوذ يحددان من يفرض كلمته ويقوم بجمع الكارتة، مشيرا إلى أن الكارتة تكون على حسب أجرة الراكب فعند كل دور يتم فيه تحميل الزبائن من موقف الترعة يدفع السائق جنيها للبلطجى، ومن يرفض الدفع يتعرض للضرب وتحطيم سيارته بالشوم والأسلحة البيضاء.

ويضيف: إن السائقين قدموا أكثر من بلاغ لأقسام الشرطة وللمحافظة لمنع تكرار هذه الأعمال ومعاقبة مرتكبيها من البلطجية حتى لا تتحول البلد إلى غابة يأكل القوى فيها الضعيف، ولكن لم نجد أى استجابة من قبل المسئولين إلى الآن للأسف.

ويتعرض سائقو خطوط “عباس العقاد ـ الحى السابع والسادس والثامن والعاشر” للأزمة ذاتها، حيث يتواجد البلطجية كقطعان الذئاب على حد تعبير أحد السائقين، ميدان رمسيس وينقسمون على ورديتين واحدة صباحية والأخرى مسائية وهم مدججون بالأسلحة البيضاء والشوم و”اللى ميدفعش ينضرب ويتبهدل أمام الجميع”.

ويؤكد أنه رأى بعينيه وقائع ضرب وتعدٍ على أكثر من سائق، مشيرا إلى أنه يدفع 5 جنيهات فى الوردية الواحدة للبلطجية، ليتركوه يمر بسيارته بسلام.

وأضاف السائق “أ . ن”: إن إدارة السيرفيس هى من صنعت “مافيا الكارتة” فمن يملك كارنيه كموظف معتمد من قبل الإدارة يقوم بالسيطرة على كل المواقف العشوائية التى تحيط بالموقف الذى يتولى إدارته، ويقوم بتشغيل أشخاص من المسجلين خطر لجمع الكارتة ولا يعطى للسائق “بون” مقابل ما يدفعه وكل الفلوس التى يقومون بجمعها تذهب إلى جيوب الفتوة وصبيانه.

ويقول محمد جعفر والذي يمر يوميا علي حد قوله بالميدان لاستخدامه قطارات محطة مصر أن الميدان يحتاج لتواجد أمني مستمر لمنع عودة الباعة لأماكنهم لأنهم يتعاملون بمنطق فرض القوة واقتطاع المساحة التي تناسبه من الشارع دون التفكير في حركة المارة خاصة وأن الكثير منهم يفترش المنطقة الموجودة حول محطة مترو رمسيس‏، ويري ضرورة السيطرة علي مواقف الميكروباصات العشوائية وسط الميدان‏.‏

وعند دخول الميدان من جهة كوبري ‏6‏ أكتوبر والشرابية يجد الداخل ازدحاما مروريا هائلا سواء لمن يصعد الكوبري مرة أخري متجها للتحرير والزمالك أو لمن يسير أسفل الكوبري‏،‏ حيث يفترش الباعة الجائلون الشارع بشكل يسد المنافذ أمام السيارات وبجوار نقطة المرور وأمام محطة مصر تجد بالشارع تكسيرا يكاد يخلع السيارات خلعا كما تجد الميكروباصات تسد جميع شوارع الكامل‏.‏

وبالرغم من كل ما يحدث فيكتفي رجال الشرطة بالمشاهدة عن بعد ، دون تدخل منهم للسيطرة علي الوضع الأمني بالميدان، حتى مع استغاثات المواطنين المتكررة.

وأكثر ما يثير الريبة، هو الألفة غير الطبيعة بين رجال الشرطة ومجموعات البلطجية المسيطرة علي الميدان، فنجدهم يتسامرون مع بعضهم البعض، وكأن شيئا لم يكن .. ويبدو أن مرتادي أشهر ميادين مصر قد أصابهم اليأس من تغيير الوضع فيه حيث أجمعوا علي صعوبة إزالة إشغالات الميدان لأن الباعة الجائلين استولوا على الميدان الذي أصابته الفوضي والشيخوخة بعد ثورة 25 يناير ليتحول لسوق عشوائي كبير لا تقوي عليه حملات الإزالة‏.‏

 الأمر برمته متروك لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لاتخاذ إجراء عاجل ضد البلطجية وضباط الشرطة المتراخين، والي الدكتور أسامة كمال، محافظ القاهرة، ونائبه للمنطقة الغربية اللواء سيف الإسلام عبد البارى، بعد ان وعدنا رؤساء مكاتبهم بالرد علينا اكثر من مرة لكن دون جدوي.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *