أخبار عاجلة

أغتيال أحلام

عندما ترى رجل قد القت عليه الدنيا بحمولها ربما تشفق عليه وتنطق كلمات كتمتمة “لا حول ولا قوة الا بالله” هكذا الدنيا وأحوالها ،أو عندما ترى شابا يعمل ليل نهار لتوفير قوت يومه فقط لا لزواج او ترفيه ربما تمتمت بنفس الكلمات وأنصرفت .

ليس لأننا قاسون القلوب ولكن لأننا نعلم فى ظل ظروف دولتنا وعدم أعطائنا حقوقنا الغائبة وأن فى النهاية هو يستطيع أن يجد على الأقل ما يسد رمقه ولأن حالنا لا يقل عن أحوالهم فقط تذكر الله دون أية ردة فعل،كل منا به ما يكفيه.

ولكن عندما تسمع تلك الكلمات التى سألقيها عليك دون أن يحرك قلبك أو تدمع عينيك فأعلم أنك لست من بنى جلدتنا ،لست من بنى البشر.

فى مدرسة صلاح الدين الدسوقى فى منطقة سيدى بشر بالأسكندرية ،يقع فيها أحدى الأغتيالات لواحدة من ضحايا الظروف والدولة والتقصير وقلوبنا القاسية.

أحلام فى الصف الرابع الأبتدائى هزيلة الجسد تذهب كل يوم مدرستها محملة بهم ثقيل من الكتب على جسدها الضعيف،كالعادة أدت تمارين الطابور المدرسى ذالك الشئ الممل ذالك الروتين العقابى الموضوع دون أسس هو أيضا متهم بتهمة أغتيال أحلام.

على أية حال أستنفذ ذالك الطابور ما تبقى منها من طاقة ،وفى منتصف الحصة الأولى سقطت أحلام مغشيا عليها،سارعت مدرسة الفصل بحملها الى العيادة الصحية ،تفحصها دكتور العيادة طالبا منهم عصير او أى شئ به سكر .

بعد أن تناولت البسكويت والعصير فاقت قليلا فسألوها “أنتى ما فطرتيش يا حبيبتى” محاولة منهم معرفة سبب ما حدث.

كل ذالك من الممكن ان يحدث كل يوم فى الف مدرسة ولكن الأجابة التى أخرجتها تلك الطفلة هى الفارق هى التى يجب أن يبكى قلبك لها .

ببراءة طفولية قالت”النهاردة معليش الدور فى الفطار”،ساد الصمت قليلا سألوها ما معنى ذالك قالت نحن اربعة أخوة كل يوم يكون على احدنا ان يفطر دون الأخرين.

أعتقد انها لا تعرف لماذا يفعل أبويها ذالك لا تستطيع أن تحدد أن كان عقابا ام لا ولكن ما لا تعرفه حقيقة ان نظاما بأكمله يتأمر عليها لأغتيالها ،نظاما عقيما يريد أن يقتلها وهى طفلة لا تعلم ان فقر اباها دفعه الا هذا الفعل .

نظام يفرض طابور مدرسى عقيم دون أن يعرف أن كان الطفل قد أستكفى جسده من الطعام لأظهار الطاقة أم لا فقط روتين قاتل دون وعى دون فكر يقتلون أطفالنا ،من المفترض أن المستقبل يقبع ها هنا لا فى وزارة الداخلية وجنودها ذو الكروش الكبيرة ،ها هنا يستحق دفع الأموال فى وجبة مدرسية صباحية لكل طفل يدخل من باب المدرسة .

متى سيكون لمصر حكومة تنظر الى المستقبل الصغير بعين الشفقة،متى نحن سنفيق من أوهامنا وتظاهرتنا الفئوية وطلب المزيد من المال بينما مستقبلنا يقتل وعلى علم منا.

 

متى سنتحول الى بشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *