أخبار عاجلة

مصطفى البلك يكتب.. هل لدينا اعلام ؟

لاتفهمونا غلط

هل لدينا اعلام ؟ سؤال يفرض نفسه ونحن ازاء مرحلة جديدة اعادت فيها الدولة منصب وزير الدولة لشئون الاعلام للحياة مرة اخري ليتبؤ مكانة للتنسيق بين المؤسسات الاعلامية متحدثا رسميا للدولة وله مساحة واسعة من الاختصاصات لتحقيق هدف تحدث عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي كثيرا ، بداها بالعتاب وضرورة تحري الدقة في الاخبار المتداولة وصولا الي الهجوم علي الاعلام مؤكدا انه ساهم في تشويش المصريين ، خاصة وان المعلومة الخاطئة في زمن الحرب كارثة ، ومصر تعيش حالة حرب داخليا وخارجيا يقودها الاخوان مرتزقة تميم واردوغان وكتائبهم الاعلامية الموجهه لارباك الراي العام وتضليلة مستخدمين قنواتهم الفضائية والسوشيال ميديا في عصر السموات المفتوحة والانترنت .

علينا ان ندرك ان للاعلام ادوارا عديدة ادركها الرئيس عبد الفتاح السيسي فكان التكليف بعودة منصب وزير الدولة لشئون الاعلام في التشكيل الوزاري الاخير لتدارك ما نعانيه من تراجع الدوراعلامي الذي صرنا نعيشه ، فلم يعد الاعلام لدينا رسالة وصار مهنة من لا مهنة له .

بل وصل بنا الامر الي الجهل بمفهوم ومهام وتعريف الاعلام وابتعدنا عن هذه المفاهيم والمهام فالإعلام هو مصطلح يطلق على أي وسيلة أو تقنية أو منظمة أو مؤسسة تجارية أو أخرى غير ربحية، عامة أو خاصة، رسمية أو غير رسمية،مهمتها نشر الأخبار ونقل المعلومات، إلا أن الإعلام يتناول مهاما متنوعة أخرى، تعدت موضوع نشر الأخبار إلى موضوع الترفيه والتسلية خصوصا بعد الثورة التلفزيونية وانتشارها الواسع ، فهل التزم اعلامنا بهذا التعريف وتم تطبيقه في اطاره المهني ؟ خاصة بعد ما عانته مصر من انفلات اعلامي في اعقاب 2011.

نحتاج بالفعل لاعلام تنموي قادر علي العمل والعودة بالمنظومة الاعلامية الي الساحة مرة اخري لنقول جميعا يا بخت مصر باعلامها ، اعلام يريده كل محب ومنحاز لمصلحة وطنه، اعلام وفق اسس اهمها اخلاء الساحة من كل دخيل وكل من تخلي عن مهنيته ، اعلاما مبني علي اسس علمية ومهنية قادر علي مجابهة كل ما تتعرض له مصر المستقبل ، ويجب ان ندرك ارتباطه الوثيق بالامن القومي ، اعلام مبني علي دراسات وبحوث ودراسة السوق بلغة التاجر الشاطر الذي يريد ان يتعرف علي كيفية ادارة مشروعه فالاعلام صناعة تحتاج صنايعي ماهر يتقن عمله ويعمل علي النهوض به وانجاحه وعبور التحديات التي تواجهه ، فعودة الاعلام مشروع يحتاج اصحاب الخبرة والمهنية ودراسة شاملة لمفردات العمل الاعلامي ، يحتاج ان نعرف ان مصر تخطو بخطوات سريعة نحو المستقبل وتحتاج من يدعم نجاحاتها التي اصبحت رفيقنا اليومي باعلام واعي لهذه المرحلة التي يقودها بنجاح الرئيس عبد الفتاح السيسي .

المهمة شاقة وتحتاج العمل الجاد وفق اسس مهنية وبحوث اعلامية علمية وخبرات لتحقيق النجاح والنهوض بالمؤسسات الاعلامية بالاضافة للتدريب وتطوير المحتوي وحرية تداول المعلومات للحد من الشائعات والاخبار المغلوطة التي اتخذت من وسائل التواصل الاجتماعي موطن لها لما تحققه من سرعة انتشار يجب العمل علي الحد منها باجراءات ملموسة ومنظومة إعلامية متكاملة للإعلام يظهر فيها التكامل بين المؤسسات الإعلامية، والهيئة العامة للاستعلامات، ونقابتى الصحفيين والإعلاميين، وعودة الدولة للانتاج الدرامي فهناك ارتباط وثيق بين الاعلام والفن الراقي وعلي راسه الدراما لما لها من تأثير على صناعة الرأى العام المصري” فهي تحتاج كل الدعم ، نحتاج عودة قوتنا الناعمة التي كان لها السطوة فهي السبيل الوحيد للرقي خاصة ونحن اصحاب التاريخ الدرامي الكبير في الشرق الاوسط ، فالدراما تدخل كل بيت وراينا كيف عاد طومان باي للحياة من خلال مسلسل ممالك النار وكيف تزيف تركيا التاريخ وتسوق للسياحة التركية من خلال اعمالها الدرامية ، ومن اجل اعادة الدراما المصرية للحياة يكون بمراجعة موقف مدينة الإنتاج الإعلامى وقطاع الانتاج بماسبيرو من الانتاج الدرامي وعودة الانتاج بهما .

ادراك اهمية دور الاعلام في حياتنا وعودة العمل وفق آليات مدروسة مبنية علي المتغيرات والتطوير التكنولوجي الذي تشهده وسائل الاتصال في عصر السموات المفتوحة والانترنت مهم جدا جدا ، ولدينا بصيص امل لضبط الاداء الاعلامي بعد التكليف بعودة وزارة دولة لشئون الاعلام بعد غياب 5 أعوام منذ إجراء تعديل دستور 2014.، واختيار أسامة هيكل ليكون علي راسها فلديه العديد من الخبرات والمؤهلات الشخصية والقيادية القادرة على إحداث تغييرات وتأثيرات إيجابية في المنظومة الإعلامية واثق في الامساك بدفة الاعلام وفق الصلاحيات التي منحت له مؤخرا لتطويرﺍﻷﺩﺍﺀ ﻭﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ الاعلامية ، المهام ليست صعبة ولكنها كثيرة وعلينا دراسة وتحديد اوجه القصور للعمل علي علاجها ليكون لدينا اعلاما يتناسب مع ام الدنيا مصر ،واتمني ان تقدم الدولة الدعم والمساندة لوزيرها ،واذا لم يحدث هذا فسوف يواجه نفس التحديات العقبات، ويظل واقفا علي اطلال اعلامنا الذي مات اكلينكيا ويحتاج قبلة الحياة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *