أخبار عاجلة

محمود عابدين يكتب… هذا هو جُندِك يا مصر.. فافتخري

حرب العاشر من رمضان المصرية.. أو حرب تشرين التحريرية السورية.. أو حرب يوم الغفران الإسرائيلية.. شنتها: مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973 لتحريرشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان المحتلتان من العدو اللقيط.. فعبر جيشنا قناة السويس بنجاح وحطم حصون خط بارليف وتوغل داخل سيناء الحبيبة لاستردادها.. كما تمكن الجيش السوري من السيطرة على عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا.. أحاديث شهود العيان والخبراء والإعلاميين التى تتناقلتها وسائل الإعلام المختلفة عام بعد عام تستحق عن جدارة أن نشيد بها في مثل هذا اليوم العظيم.
وقبل الولوج في الحديث عن هذا الانتصار العظيم.. لابد وأن أذكر الضربات الموجعة لمؤسسات الدولة على يد الخونة والعملاء بتوجيهات من أسيادهم “رعاة البقر” وحلفائهم عقب ثورة 25 يناير 2011.. أذكر أيضا النغمة السخيفة التى ظهرت ضد قواتنا المسلحة من شخصيات وفئات ومنظمات وحركات وجماعات لا تعرف للوطنية عنوان ولا للوطن قيمة ولا للهوية أية معنى.
كما رأيت “المرتزقة” فى هذه الأثناء وللآن يسبون ويلعنون جيشنا ويتهمون قياداته باتهامات ما انزل الله بها من سلطان حتى تتيح لهم الفرصة بان يعيثوا فى البلاد فسادا ويتمكنون من تطبيق السيناريو الأمريكى التى أعلنت عنه كونداليزا رايس – وزيرة خارجية رعاة البقر فى هذا الوقت-” الفوضى الخلاقة” .. وهو نفس المخطط الذى تأكدنا من تطبيقه فى كل من :”العراق وتونس وليبيا و اليمن وسوريا”…. والله وحده ينقذ السودان والجزائر منه.
المجلس العسكرى بقيادة المشير محمد حسين طنطاوى – وزير الدفاع آنذاك – فهم واستوعب المؤامؤة “القذرة” ضد مصر..صبر الرجل وتحمل بذاءات “السفلة” التى نالت من المؤسسة العسكرية على مضض حتى تنتهى هذه الغمة ويكشف اللثام عن أعداء الداخل الذين شاركوا أعداء الخارج فى هدم الوطن.. وحانت اللحظة..وهاهم الآن فى غياهب السجون انتظارا لحكم القضاء.
وسط هذه الأجواء المشحونة ضد الجيش والشرطة..كنت أذهب بين الحين والآخر إلى ميدان التحرير لاستكشف ماذا يجرى..ملامح المؤامرة كانت واضحة..رائحة الخيانة كانت تنبعث من شعارات وهتافات ولافتات ونشاطات “العملاء” فى الميدان..
رأيت وسمعت حينها شخص تافه يُدعى حازم صلاح أبو اسماعيل وهو يعتلى منصة فى هذا المكان ويُحرض أنصاره على “إحتلال” مبنى الإذاعة والتليفزيون – حسب وصفه البذئ – الذى تمادى فيه حين قال لهم بالحرف الواحد:” لو الجيش تعرض لكم ..إسحقوه” !! .
كنت متأكداُ من أن مخابراتنا “حورس” كانت موجودة فى قلب الميدان ووسط المتظاهرين بعد أن اطلعت على التفاصيل الكاملة لفصول المسرحية ..كانت تعرف الشباب البرئ وتتركهم يُخرجون طاقتهم كيفما يشاءون..وكانت أيضاً ترصد وتسجل كل صغيرة وكبيرة للخونة سواء أكانت من شباب مثل: ” 6 ابريل والاشتراكيين الثوريين والسلفيين والاخوان وأمثالهم ” ..أو من القيادات السياسية والثقافية والاعلامية التى جندتهم دولا بعينها ومنحتهم أمولاً ضخمة ثمن خيانتهم ..
لم يدرك الخائنون أن المخابرات كانت تنسق مع جيشها وشرطتها وشعبها للقيام بواجبها نحو بلدها..ارجعوا الى طريقة إلقاء القبض على الجاسوس الإسرائيلى “إيلان جرابيل” وسط ملايين المصريين فى محيط الميدان حتى تتأكدوا مما أقوله..مخابراتنا استطاعت ايضا فى هذه الفترة وبمساعدة “الروس” -التى لم تنقطع صلاتنا بهم منذ عهد الزعيم جمال عبد الناصر- من “تهكير” منظومة “حيتس” الإسرائيلية للصواريخ أثناء الفوضى التى عمت الشارع .. الأمر الذى أعقبه مباشرة زيارة “أوباما” لإسرائيل للاطلاع على ما حدث لمنظومة صواريخ تل أبيب..وهذا ما كشفت عنه فى مقال لي بتاريخ 27- أغسطس – 2014 تحت عنوان ” والله..حقيقة مش كذب ولا افتراء”.
تطرقت الى هذه الحقائق عزيزى القارئ بمناسبة ذكرى العاشر من رمضان.. أولاً: لأصفع بها وجه من ُيصمم على وصف قواتنا المسلحة بــ”العسكر” وكذلك كل من رفع لافتات وكتب شعارات تُسئ إليهم.
ثانياً :لأهنأ نفسى وبلدى بالنصر العظيم الذى حققه جيشنا الباسل بعون ومدد من الله ورسوله ثم بتخطيط سابق من “عبد الناصر ورجاله” وبقيادة بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد انور السادات على جيش اسرائيل الذ لا يُقهر كما زعم الصهاينة ..
ثالثا:ً لأترحم على روح شهدائنا فى كل المعارك التى خاضوها دفاعا عن تراب المحروسة وكرامة المصريين.. وأعو لجيشنا السورى أن يعود كما كان ويسترد أرضه وكرامته بعد أن يُفشل المؤامرة الدنيئة التي حرمته من عودة الجولان.
رابعاً: لأنقل للقارئ معلومات من أرشيف وزارة الدفاع الإسرائيلية تضمنت شهادات لقادة وحداتهم وبعض ضباطهم الذين شاركوا في الحرب.
الإعلام الاسرائيلى كشف عن حالة الهلع والتخوف والجبن التى اعترت الجنود الصهاينة خصوصاُ الاحتياط الذين تم استدعائهم لخوض هذه الحرب.. واوضح عقيد يدعى “أمير رؤوبني” قائد الكتيبة 68 التي كان يتشكل معظم مقاتليها من قوات الاحتياط والتابعه للواء “جولاني” بالمنطقة الشمالية في هضبة الجولان المحتلة حالة السخط التى انتابت قواته ضد قيادتهم بسبب مارأوه من بسالة المقاتل المصرى وشراسته..موضحاً بأن سيناريو الحرب بهذه الضراوة لم يكن متوقعا بالمرة..
وأضاف: تفاجأت في الثانية من ظهر يوم السادس أكتوبر من خلال اتصال لاسلكي يعلن عن بدء قصف الطائرات الحربية المصرية للأهداف الإسرائيلية في سيناء مع مشاهدة للقوات وهي تعبر قناة السويس..حينها صرخ أحد جنودى :لقد جاءوا إلين وسوف يذبحوننا وبعدها انقطع الاتصال وبدأنا نواجه سيلا عارما لا يمكن وصفه من قوات الدفاع الجوي المصري..هذه شهادة العدو.
فى شهادة أخرى داخل كتاب بعنوان “حياتى” لرئيسة وزراء اسرائيل “جولدمائير” قالت فيه:” لن أكتب عن الحرب- من الناحية العسكرية- فهذا أمر أتركه للآخرين.. ولكنني سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي.. وسيظل معي باقيًا علي الدوام”؟.
أما موشئ ديان-وزير الدفاع الاسرائيلى- فقال: ان الحرب قد اظهرت اننا لسنا اقوي من المصريين وان هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل بأن اسرائيل اقوي من العرب وان الهزيمة ستلحق بهم اذا اجترأوا علي بدء الحرب هذا المبدأ لم يثبت. شهادات كثيرة اعترف بها هؤلاء المجرمون تؤكد جميعهاعظمة وبسالة وشجاعة المقاتل المصرى..
وقد تجلت كل هذه الصفات فى موقف هذا المقاتل بعد 25 يناير مروراً بــ 30 يونية وحتى اليوم.. فتحية من القلب لقواتنا المسلحة وشرطتنا وشهداء الوطن الذين يضحون بدمائهم وارواحهم حفاظاً على تراب مصر وحماية شعبها..
وأخيراً أبعث بتحيتى لأشقائنا العرب الذين وقفوا بجوار مصر وسوريا فى هذه الحرب المقدسة وعلى رأسهم الملك السعودى ” فيصل بن عبد العزيز” رحمه الله رحمة واسعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *