أخبار عاجلة

خالد الكيلاني يكتب… حربنا الكبرى مع الميديا !!

للأسف المجتمع العربي كله أصبح ضحية الميديا ، والميديا في العالم العربي كلها كذب وتلفيق وخداع … لا أستثني منهم أحداً ، صحافة مطبوعة وصحافة إليكترونية وقنوات تليفزيونية وإذاعية .
أقرب وأخر مثال ذلك الهتاف المزعوم لدبلوماسي مصري في أروقة اليونسكو عقب فوز فرنسا برئاسة المنظمة أمس : ” لا لقطر … تحيا مصر وفرنسا ” .
قناة الجزيرة وورائها كل القنوات والصحف والمواقع المعادية والمواقع العبيطة والمواقع الغير المهنية ومئات الآلاف من صفحات مواقع التواصل الإجتماعي نشرت ڤيديو لهذا الهتاف .
لكن هل تأكد واحد ممن نشروا ” بحسن نية ” ، أن هذا الرجل الذي هتف باللغة الفرنسية هو دبلوماسي ؟ ، وهل تأكدوا أنه مصري ؟ .
بالطبع لا … فالتدقيق والتمحيص ليس من صفاتنا لا سمح الله ، فالمهم هو النشر ، والنشر فقط ، ثم نزيط وراء الخبر دون علم ولا معرفة ولا حتى مصداقية .
مع أن الدقائق التالية في الخبر الذي أذاعته الجزيرة كان يؤكد تماماً أن هذا الأمر مصنوع على عيني الجزيرة … مصنوع ومفضوح وعلى عينك يا تاجر  .
فماذا حدث في الدقائق التالية ؟!!! .
طبقاً للخبر الذي أذيع في الجزيرة وامتلأت به الصفحات والمواقع ، فقد دخل مراسل الجزيرة إلى القاعة التي يجرى بها التصويت وأجرى حواراً قصيراً مع ” علي زينل ” مندوب قطر في اليونسكو ، وسأله مباشرة :
– هل سمعت الهتاف الذي صرخ به الدبلوماسي عضو الوفد المصري ؟
– ” لا لم أسمعه لأنه كان خارج القاعة ونحن في داخل القاعة ، ولكنني أقول هنا تحيا مصر وتحيا قطر وتحيا الأمة العربية ” .
( يا ابن ال … ما انت بتقول ما سمعتوش !!! )
إلى هنا إنتهى التقرير الخبري الذي أذاعته قناة الجزيرة ، ووصلت الرسالة المستهدفة من وراء هذا الهتاف المزعوم للعالم كله … فحوى الرسالة أن : عضو الوفد المصري ( الذي أشارت إليه مواقع كثيرة وڤيديوهات على اليوتيوب بأنه ” رئيس الوفد المصري ” ) ، يهتف ضد قطر ، ومندوب قطر – الذي لم يسمع هتافه ( !!! ) – يهتف لمصر وقطر والأمة العربية .
ليس مهماً أن الخارجية المصرية كذبت على لسان المتحدث الرسمي أن يكون هذا الهتيف دبلوماسياً مصرياً أو يكون عضواً بالوفد المصري ، ولا عشرات الواعين الذين كذبوا ذلك عقلاً ، وليس مهماً أن يكون من هتف ليس مصرياً بالمرة ، أو مصري مأجوراً لقناة الجزيرة كعشرات المأجورين غيره … فالمهم أن الخبر حقق المراد منه وتناقلته مئات الآلاف من المواقع والقنوات وصفحات الفيسبوك وتويتر .
حربنا الأساسية هي مع الميديا … لأن الحرب الكبرى التي تواجهها مصر هي ضد الميديا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *