أمنية قاسم تكتب.. “متلموش الغلطانين ، كفايه اللى هما فيه !!”

منذ فترة قريبة وجدت ان الكثير من الفتيايات يقمن بخلع الحجاب و بصورة كبيرة ، فاغلبهن ، كان يتردين حجاب شرعى سليم ، او يرتدينه منذ الصغر ، فهو فى هذه الحاله يعتبر جزء اصيل من شخصيتهن، و هناك من كانت تلبسة كمجرد غطاء للرأس، دون الاهتمام بباقى الزى.
و من عدة اسابيع تقريبا تمت اضافتى  فى احد المجموعات  على شبكة التواصل الاجتماعى الفيس بوك ،  اسم المجموعة جذبنى جدا فهو يدعو لانقاذ الحجاب.
اتابع منذ فتره ما تنشره العضوات بالجروب ، فوجدت ، ان المشتركات يقمن برفع صور لهن بدون حجاب ، و لفت انتباهى ان المتابعات لا يهاجمهن او شئ اخر فيه تعنيف او رفض، و بالمتابعة اكثر ، اكتشفت ان كل سيده او فتاة ترفع صوره لها بحجاب و اخرى بدون حجاب ، يكون ورائها حكايه.
حكاية عذاب ، فهن يحملن صور جميله جدا و يبتسمن فيها ، او يتأنقن كثيرا بها ، و مع ذلك و بين السطور تجد كل واحده منهن تتألم و تتطلب من العضوات الدعاء لها بالهدايه.
و اليوم فقط قرأت حالتين ، مما دفعنى اكتب عن الموضوع ،فالحالتين متشابهتين بدرجه كبيرة لدرجه اننى شككت انهن شخصيه واحده ، فكلاتاهما ترتدى الحجاب منذ الصغر ، و لكنها مرت بتجربه سيئة ، شعرت انها اتظلمت كثيرا ، “فعقاب” لمن حولها و من ظلمها خلعت الحجاب، كنوع من التمرد و عقاب الغير.
يعلمن جيدا ان ما فعلهن خطأ ، و لكن مازال نازع الانتقام بداخلهن يجعلهن يستمرن فى العند، يطلبن الدعاء لهن بالهدايه و لكن لا يتسطعن اخذ الخطوة تجاة الطريق السليم.
هنا نجد ان خلع الحجاب غير مرتبط بالنزعة الدينية فقط ، و لكن  نجد خلل نفسى، يجب علاجه.
عندما خلعن الحجاب كان كل تفكيرهن كيف يضرن الطرف الاخر و الذى تسبب فى اذاهم ، لكن نفسيا هن يعاقبن انفسهن بشكل او بأخر، كم العذاب الموجود بمنشوراتهن يؤكد شعورهن بالضرر النفسى.
كنا فى الماضى نسمع عن ان هناك مرض نفسى ، المريض يقوم بتقطيع جسده و يستمتع بذلك ، الجديد هو تعذيب النفس بطريقة جديده، بوضع النفس فى حالة حيرة و عذاب مستمرة.
حاليا لازم نفكر  و نعيد التفكير مائة مرة قبل ان نرمى اللوم على من يرتكب المعصية و يحاول ان ينشرها، “فاساسا ليس من حق فرد لوم احد” لكن لازم نفكر و نعيد التفكير فيما هو السبب الرئيسى وراء ذلك ، ليس هناك خلل فى الوازع الدينى ، و لكن الخلل اصبح فى النفس البشرية كنفس بشريه رجل كانت او امرأة.
دعوا من فى معصية فى حاله ، لا توجهوا  له النقض ، اكتفوا بالنصيحة الطيبة ، و ان لم تقدروا على ذلك فالتزموا الصمت، فهم بداخلهم صراع يكفى ان يقتلهم و لن يشعروا بتعذيب ضمير تجاه نفسهم.
احتضنوا من حولكم ، من تروهم اقل منكم تدين ، فهم ليسوا فى حاجه للوم ، لديهم ما يكفى من انفسهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *