أخبار عاجلة

سامية حسنين تكتب… “النقابات المهنية والدور المفقود..!!”

تطل علينا كل فترة وجيزة ازمة جديدة بين من يمثلون الدولة والسلطة ، وبين  فئة او اخرى او فئات مجتمعة ممن يمثلون الشعب او بالاحرى ” المجتمع المدني” في اي من اشكاله..
وتحتدم الخلافات، ويعلو الضجيج والتراشق بالاتهامات ، وتنحدر اللغة المستخدمة في المعركة – خاصة من جانب من يمثلون المجتمع المدني – الى ادني درجات الانحدار الاخلاقي وغياب المنطق والموضوعية والحجة .. ومن الجانب الآخر يعلو منطق الكرامة والقوة وعدم الاعتراف بالاخطاء… ولا نتعلم ابدا – كلا الطرفين- مما يحدث لنتجنبه في المرات القادمة!!!!
واذا حددنا بعض المعارك والمشاكل التي اشتعلت مؤخرا على سطح الوطن الملتهب اصلا ، شديد القابلية للاشتعال، فسنعدد الازمة تلو الاخرى.. بداية من حادثة سقوط الطائرة الروسية ، مرورا بمقتل طالب الدراسات العليا الباحث الايطالي ” ريجيني”، وصولا الى ازمة جزيرتي ” تيران وصنافير” انتهاء – وليس نهاية – بازمة ما يسمى ” اقتحام نقابة الصحفيين” بكل تفصيلاتها وملابساتها.. وبينها احداث كثيرة صغيرة..
هنا انا لا ابدي رايا في اي مما سبق ذكره من الموضوعات، ولا احب تسميتها بالمشكلات او الازمات.. لماذا؟؟؟
لانه وكما في حياة الفرد الواحد والاسرة، على الصعيد الشخصي والاسري والاجتماعي والعملي ايضا، هناك احجار في الطريق وعقبات من مرض  وموت وفشل يسبق نجاحا … الى آخر ذلك مما جعلنا الله مستخلفين فيه.. والمصريون بعامة – والبسطاء المؤمنون منهم، كما الناجحون في اعمالهم المؤمنون ايضا بالله وبالطريق السوي، لا يعتبرون ذلك مشاكل وكوارث وازمات متتالية!! بل هي الحياة بحلوها ومرها بنجاحاتها وكبواتها ..
وهكذا هو الوطن، خاصة في هذه المرحلة الحرجة الصعبة من عمره لاعادة النهوض والبناء..
فماذا تفعل ” النقابات المهنية” ومثلها الاتحادات العمالية  وكل التجمعات المهنية المعبرة عن فئات بعينها للنهوض باعضائها؟؟؟؟ ماذا فعلت او تفعل لتثقيفهم وتدريبهم واعدادهم الاعداد المهنى المتميز ليمارسوا ادوارهم في المجتمع ؟؟؟
ادعي انه لو انا عددنا ( من العد والعدد) كم يزخر مجتمعنا بمثل هذه الاتحادات والنقابات والروابط ، ناهيك عن منظمات المجتمع المدني الغير هادفة للربح في مجالات حقوق الانسان والمرأة والطفل وخلافه.. لو عددناها لوجدنا المجتمع ” يكتظ” بها..  ولكن كأن لا وجود لها الا في المطالب ذات المصلحة..
لو ان كل كيان من هذه الكيانات قام مرة واحدة في الشهر، بعقد ندوة فكرية او ثقافية  او دينية تناقش قضية من قضايا المجتمع – وليس القضايا الضيقة لاصحاب المهنة- يقوم بها متخصصون في مجالاتهم ، لانتهينا الى حراك ثقافي فكرى يشمل المجتمع كله، ويغطي كل شهور السنة تقريبا ….  فهل كثير على كل نقابة او اتحاد عمالي او اتحاد الفلاحين او ما شابه ان يقدم لابنائه –  من الاجيال الجديدة خاصة – بعضا من زاد فكرى وثقافي تنويري ؟؟؟  ثم نعود ونشتكي من ” الدولة  – الماما ” التي نريدها ان تقوم بكل شيء..
ان الدور الاساسي للنقابات والاتحادات هو في الحفاظ على حقوق اعضائها المادية والمعنوية، واتاحة الكثير من الخدمات العامة لهم ، وضمان حقوقهم المختلفة..
ولكن ماذا عن ” تحسين كفاءاتهم، وتدريبهم تدريبا مستمرا لرفع مستوى ادائهم المهنى؟؟؟ ماذا عن تثقيفهم  الثقافة العامة التي توسع مداركهم وتعينهم في اداء أعمالهم بشكل افضل، وتجعلهم اعضاء صالحين في المجتمع؟؟؟
ماذا عن وضع المعايير الواضحة المحددة لمن ينضمون الى هذه التجمعات في البداية، وعن مراقبة ادائهم وتطورهم على مدار الوقت؟؟؟ ماذا عن الثواب والعقاب لمن يجيد ولمن يخالف او يجنح؟؟؟
ماذا عن الموضوعية، والمنهج العلمي، ومستوى ” الحوار” الذي هو غائب اصلا؟؟؟
لماذا ينتظر اهل الصحافة والاعلام اكثر من سنتين الى الآن لاصدار قوانين الصحافة  والاعلام ؟؟ اهو القانون فقط هو الذي سوف يحدهم بحدوده؟؟ اهو القانون فقط هو الذي سيعلم الجدد منهم، ويثقفهم ويرتفع بمهنيتهم؟؟؟ لماذا لم يستعدوا لاستقبال هذا القانون بالتوعية والتدريب والحوار الداخلي ؟؟؟ ام ان كلمات مثل ” حرية التعبير وحرية النشر، وحقوق الانسان” يرددونها من غير ما تفكير…
كلمة واحدة بشان ازمة نقابة الصحفيين – التي لا انتمي اليها – لماذا تركتهم يورطونك ايها النقيب المؤدب الوطنى ؟؟ ولماذا خرجت بالنقابة ومجلسها عما كنت تنوي وتعلن – انت – انك فاعله…
دعوة متجددة الى تفعيل دور  كل اشكال ” المشاركة المجتمعية” الواعية الموضوعية للارتقاء بالوطن وابنائه . فهلموا يا ابناء الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *